يجمع قصر مالك الأثري في قُرى بني مالك شمال مدينة أبها بمنطقة عسير عدة معانٍ لأصالة التراث، ووحدة المجتمع، وتفاصيل الفنون العريقة. فبموقعه المميز بين تلك القرى شكل وحدة معنوية منذ بنائه قبل عشرات السنين، تجمع أبناء القبيلة وكلمتهم. وببناءه التراثي العريق من "لِبن" الطين والحجارة الرقيقة المعروفة "بالرقف"؛ ارتفع شامخا بالسماء على امتداد أربعة طبقات على ساحة واسعة يجاوره ملحق خاص ومسجد تراثي صغير. يُشكل قصر مالك صورة بديعة للنمط العمراني في عسير قديم، وتنقسم تفاصيله الداخلية المدهشة للسائحين المهتمين بفنون العمارة لحجرات مميزة، كالمجلس الذي تُستقبل فيه الوفود والضيوف قديما، والعريش حيث يُعد الطعام بتصاميم خاصة للأفران ومنافذ الهواء، و"الباسوط" للجلوس والمعيشة اليومية، و"الرباعة" لحفظ السمن والعسل يجاورها "الرف" لحفظ الحبوب.
بدأ قصر مالك في استقبال الزوار والسائحين بعد إعادة ترميمه وتأهيله ليكون مزارا مميزا يشهد كثافة عالية من الوافدين إليه. يستطيع الزائر في هذه الوجه السياحية أن يستعرض بعض المخطوطات والمراسلات القديمة في تاريخ القبيلة، وأن يطلع على القطع التراثية القديمة بمختلف أنواعها حين تجوله في جنبات القصر وبين طبقاته، كما بإمكانه التمتع بقضاء ساعات من الاسترخاء وتناول القهوة والوجبات الشعبية في ساحة القصر المهيأة بالجلسات التراثية الخاصة وسط واحة تحيط بيها الآبار المتدفقة بالمياه العذبة، والمسطحات الخضراء الوارفة.
عرض المزيد